
بإمكانك جعل الطباخ في منزل الاثرياء اعظم من الاثرياء واغناهم، حيث بكل بساطة يمكنك القول ان الطباخ يطعم الاثرياء ويشبعهم ويسد جوعهم، هكذا يقال فلسفياً، ولكن في الواقع الامر مختلف تماماً،
حيث يمكن لارباب العمل الاستغناء عنه ببساطة، وتحويل حياة الطباخ الى معانات البحث عن وظيفة متواضعة والدخول في ديون متراكمة بسبب ما سيتبع فصله من تراكم التزامات.
يمكنك القول ان فريق كرة السعودية انتصر في منديل ٢٠٢٢ بقطر، لانه هزم البطل (الارجنتين)، هكذا سوف تصبح الصورة فلسفياً، ولكنه في الواقع الامر مختلفاً تماماً،
فقد انتصرت الارجنتين واخذت المركز الاول، في حين خرج فريق السعودية في المراحل الاولى من المنديل.
الفلسفة يمكنها قلب موازين النظام لو تم استخدامها في ترويض العقول او تم اعتمادها في مناقشة المواضيع، ولذلك اصبحت الديانات السماوية محل جدل مستمر بين الفلاسفة لان ٩٠٪ منها يعتمد على الفلسفة،
وتفسيراتها قائم على فلسفة الاحداث والمواقف والايات والاقوال، دون ان يكون لديها اي استدلالات عملية سوا ما ارتبط بالصدف او الاحداث الكونية الظاهرة.
اهمية الفلسفة في حياتنا
في الوقت نفسه لا ينكر احد ان تكوين البشرية لالاف السنين كان قائم على الفلسفه، وان الحياة الى يومنا هذا مازالت قائمة على الفلسفة، رغم ان العالم المتقدم مازال يتجه نحو العلم، والدراسات والابحاث،
بالاضافة ان معظم افراد المجتمع مهتم بالفلسفة ولكنه اذا حضرت العلوم والابحاث والدراسات العلمية يعطيها الصدارة والقيادة في اتخاذ القرارات النهائية،
لانها تقطع الشط باليقين، وتوقف الممارسات الهزلية القائمة على فلسفة الافكار والمواقف والاحداث التي تغيب الناس عن الواقع، وتسوقهم كالقطيع في الصحراء، لا يجد الا سراباً ويحسبه ماء.
الفلسفة سحراً يجيده المثقفين والكتاب والمفكرين، ويستخدمونه لقيادة الشعوب او اخضاعها لمواقف ايدلوجية تتمركز حول اهدافها الاستراتيجية لتحقيق غاياتها وكسب ثقة مواليها واتباعها.
ولكن لا ننسى ان الفلسة هي السبب في اثراء المعرفة، وفي انتشار الثورة الادبية وتوسع الانظمة الحديثة وتغيير القوانين في العالم، بل اصبحت معجزة الافلام العملاقة، الافلام والكتب التي تحمل افكار فلسفية،
كسبت شهرة ونجاحاً عظيم، الفلسفة حولت حياتنا الى سلام نفسي، وجعلتنا قادرين على استيعاب تعقيدات الحياة ومشاكلها التي لا تنتهي.
الفلسة علاج روحي ونفسي
الفلسفة مازالت علاج لحالات كثيرة من الامراض المستعصية التي يصعب علاجها بالعقاقير الطبية، بل ان معظم الشعور بالسعادة والحب والامان مصدره مجموعة افكار فلسفية،
وكثيراً من الاحداث الابطال كانت الفلسفة مصدر قوتهم للوصول الى النجاح وقوة في التغلب على مواجهة الحياة الصعبة، وتذللت لديهم الصعاب.
واصبحنا اليوم نجد في الفلسفة مصدر طاقتنا الروحية والنفسية التي تشبع حاجتنا وترفع قدرتنا على مواكبة الحياة بكل معاركها القاسية،
وتكون المجتمع بنمط حياة مختلفة بحسب تغير فلسفته في الحياة، ومعطياته في استيعاب الوجود.